الجمعه 19 رمضان 1445 هـ يوافقه 29 مارس 2024 م
الصبح الظهر العصر المغرب العشاء
05:14 12:50 16:23 19:01 20:18

فضاء الفكر

الإيمان

الإيمان

الإيمان شجرة مباركة عظيمة النفع غزيرة الفائدة كثيرة الثمر، لها مكانا تغرس فيه، ولها سقي خاص، ولها أصل وفرع وثمار:

أما مكانها: فهو قلب المؤمن فيه توضع بذورها وأصولها، ومنه تنشأُ أغصانها وفروعها.

وأما سقيها: فهو الوحي المبين كتابُ الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فبه تسقى هذه الشجرة المباركة، ولا حياة لها ولا نماء إلا به.

وأما أصلها: فهو أصول الإيمان الستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، وأعلى هذه الأصول الإيمان بالله؛ فهو أصل أصول هذه الشجرة المباركة.

وأما فروعها: فهي الأعمال الصالحة والطاعات المتنوعة والقربات العديدة التي يقوم بها المؤمن من صلاة، وزكاة، وحجٍّ، وصيام، وبر، وإحسان، وغير ذلك.

وأما ثمارُها: فكلُّ خير وسعادة ينالها المؤمن في الدّنيا والآخرة، فهو ثمرة من ثمار الإيمان ونتيجة من نتائجه{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].

والناس يتفاوتون في الإيمان تفاوتًا عظيمًا بحسب تفاوتهم في هذه الأوصاف قوّةً وضعفًا وزيادةً ونقصًا، ولهذا فإن العبد المؤمن الموفَّق لا يزال يسعى في حياته بتحقيق أمرين عظيمين ومطلبين جليلين:

الأول: تقوية الإيمان وفروعه والتحقق بها علمًا وعملًا.

والثاني: السعي في دفع ما ينافيها وينقضها أو ينقصها من الفتن الظاهرة والباطنة، ويداوي ما قصَّر فيه من الأول وما تجرّأ عليه من الثاني بالتوبة النصوح وتدارك الأمر قبل الفوات والإقبال على الله جلّ وعلا إقبالًا صادقًا بقلب منيب ونفس مخبتة مطمئنة مقبلة على الله ترجو رحمة الله وتخاف عقابه.

فمن الخير للعبد المؤمن أن ينصح لنفسه في إيمانه الذي هو أغلى شيء لديه وأثمنُ أمر عنده وهو خير زاد للقاء الله {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197].

أكتب تعليقا